هل حقا اغتيل هؤلاء العلماء العرب?


القتل سهل, خاصة إذا كانت تقف وراءه قوى كبرى على مدى عشرات السنين, توفي أو قتل عدد من علماء العرب في ظروف غير طبيعية, واتهم الموساد الإسرائيلي أو مخابرات دول عظمى في ذلك.
رغم أن بعضهم يجادل بأن هذه الجهات ليست بحاجة إلى قتل هؤلاء العلماء. فإذا كانوا يعملون في جامعات ومراكز بحث أجنبية, كما هو الحال غالبا, فإن ثمار إبداعهم تقطفها هذه الدول. وإذا عادوا إلى بلادهم, فإن الأنظمة البيروقراطية كفيلة بشل فعالياتهم; إلا إذا توصل أحدهم إلى بناء علاقة مباشرة مع رأس الدولة, وضمان دعمه, كما حصل مع الباكستاني محمد عبد السلام عندما دعمه الرئيس محمد أيوب خان في الستينيات وأوائل السبعينيات, فبنى القدرة العلمية الباكستانية في الفيزياء النووية. ورغم أن وجهة النظر هذه تبدو مقنعة, إلا أن ما حصل ويحصل مع علمائنا وباحثينا الذين توفوا في ظروف غامضة, يثير علامات استفهام. ولا ننسى أن ما ينوف على 500 عالم أو أستاذ جامعي عراقي قد قتلوا منذ احتلال العراق عام .2003
على أية حال, نستعرض فيما يلي باختصار حالات وفاة يحوطها الغموض لعدد من أبرز علمائنا. ونترك لك عزيزنا القارئ الحكم أو محاولة البحث بشكل أوسع إذا أثار الموضوع اهتمامك, علما أن المواقع العربية على الانترنت لن تفيدك كثيرا. ويدعم ادعاءنا هذا أننا بحثنا عن معلومات عن د. سلوى حبيب التي عثر عليها مذبوحة في شقتها, ووجدنا النص نفسه مكررا في عشرات المواقع, من دون أية معلومة عن تاريخ قتلها أو موضعه أو أية تفصيلات شخصية عنها.
حسن كامل الصباحعثر على سيارته في قاع حفرة في نيويورك عام .1935 وكان ما زال حيا عندما نقل إلى المستشفى حيث توفي. والصباح مخترع فذ له قرابة المئتي اختراع في مجالات الهندسة الكهربائية والأجهزة الكهربائية المتنوعة وتوليد الطاقة.
يحيى المشدّ
في 13 حزيران 1980 عثر على د. المشد مهشم الرأس في غرفته في فندق المريديان في باريس. وكان المشد يعمل في البرنامج النووي العراقي. الذي كانت تنشئه شركات فرنسية بناء على اتفاقية وقعها صدام حسين مع فرنسا عام 1975 . وكان وجوده في باريس لمتابعة استيراد شحنة من اليورانيوم, علما بأن طائرات " اسرائيلية" قصفت المفاعل ودمرته بعد شهرين من مقتل المشد.
ولد المشد في الاسكندرية عام 1932 ودرس الهندسة الكهربائية فيها ثم تخصص في المفاعلات النووية في الاتحاد السوفييتي.
علي مصطفى مشرّفة ( 1898 - 1950)
فيزيائي نظري مصري بارز. أول عميد لكلية العلوم في جامعة القاهرة . مات مشرفة مسموما عام ,1950 ولم يعرف قاتله. وقد ساهم في تطوير النظرية الكمومية ونظرية النسبية.
سمير نجيب
فيزيائي مصري, أكمل دراسته العليا في أمريكا ومارس التدريس في جامعة دترويت. كان ينوي العودة إلى مصر, وقبل موعد مغادرته في 13 آب 1967 اصطدمت شاحنة بسيارته وقتل فورا.
نبيل القليني
فيزيائي مصري حصل على الدكتوراه من جامعة براغ واختفى هناك عام 1975 من دون أن يترك أي أثر.
سعيد السيد بدير
عمل في أبحاث الفضاء في المانيا, ثم تعاقد مع مؤسسة بحثية أمريكية. فتعرض لمضايقات وسرقت أوراقه, حسب ما قالت زوجته. ثم عاد إلى مصر ليرتب أموره قبل السفر إلى أمريكا, لكنه قتل في الاسكندرية وكان ذلك عام .1988
سميرة موسى
عام 1951 كانت تجري بحوثا في الفيزياء في جامعة سان لويس/ ولاية ميسوري; ورغبت في العودة إلى مصر. وقبل مغادرتها أمريكا وجهت لها دعوة لزيارة مفاعل نووي. اصطحبها سائق قال لها انه من طرف المفاعل. عُثر على السيارة في قاع واد, بينما لم يكن للسائق اي أثر. وأنكر مسؤولو المفاعل أن يكونوا قد بعثوا لها بسيارة.
جمال حمدان (1928 - 1993)
عثر عليه ميتا في شقته وقد احترق النصف الأسفل من جسده, لكن الطب الشرعي نفى أن يكون الحرق هو سبب الوفاة. وصرح رئيس المخابرات المصرية آنذاك أن لديه ما يثبت أن الموساد هو الذي قتله. وقد اختفت مسودات كتب كان بصدد تأليفها, منها كتاب " اليهودية والصهيونية". وجمال حمدان جغرافي مصري متميز ومنظّر استراتيجي; اثبت أن اليهود الحاليين أصلهم شعوب من الخزر, اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي. ألف جمال حمدان 29 كتابا وعشرات البحوث; ورفض مناصب عدة مفضلا التفرغ للبحث والتأليف.
وتورد مصادر الإنترنت أسماء علماء عرب آخرين ماتوا مقتولين, منهم سلوى حبيب التي كانت على وشك نشر كتاب بعنوان " التغلغل الصهيوني في إفريقيا"; وعبير أحمد عياش التي طورت علاجا للالتهاب الرئوي سارس; ورَمال حسن رمال الفيزيائي الذي عمل في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. والفيزيائي نبيل أحمد فليفل, من مخيم الأمعري في فلسطين المحتلة, الذي وجد مقتولا في منطقة بيت عور; وجرّاحة الدماغ السعودية سامية عبد الرحيم ميمني, التي عثر عليها مخنوقة في شقتها في أمريكا.
يبقى أن العامل المشترك بين هؤلاء جميعا أن مقتلهم بقي لغزا, ولم تكتشف الشرطة القاتل في أي من هذه الجرائم.
المصدر : العرب اليوم 
إقرأ المزيد Résuméabuiyad